أقر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى، بمسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة نداء الاتصالات (البيجر) التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان في سبتمبر أيلول الماضي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقلت هيئة البثّ الإسرائيلية عن نتنياهو، الأحد، قوله بشأن تفجير أجهزة “البيجر” في لبنان إنّه “لم يستمع إلى التحذيرات”.
وأشارت الهيئة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يرفضون تأكيد أو نفي تورط إسرائيل رسميا في العملية الاستخباراتية، وهذه هي المرة الأولى التي تتحمل فيها إسرائيل المسؤولية عن الحدث الذي أثار ردود فعل عاصفة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف نتنياهو أن “عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وقعا على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والمستويات السياسية”.
وكشف عن “معارضة” وزراء في حكومته لقرارات كان يتخذها، مثل اغتيال نصر الله والدخول إلى رفح في جنوب قطاع غزة.
يأتي هذا فيما اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حركة حماس، بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت شبكة “سي بي إس” عن سوليفان قوله، إن حماس هي المسؤولة عن عرقلة المفاوضات، لا إسرائيل.
وأضاف: “الولايات المتحدة ستجري تقييما عن مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل بخصوص رسالة كتبها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الشهر الماضي، لتحسين الوضع الإنساني في غزة”.
مقتل العشرات في جباليا
وشهدت غزة الأحد ارتفاعا في أعداد الضحايا، إذ قُتل 33 فلسطينياً بينهم 13 طفلاً، فيما لا يزال آخرون مفقودين، في غارة شنها الجيش الإسرائيلي على بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” نقلاً عن مصادر محلية، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منزلاً مكتظاً بالسكان والنازحين لعائلة “علوش” في منطقة جباليا البلد.
وأضافت أن القصف أدى إلى تدمير المنزل بشكل كامل، وتم انتشال 33 شخصاً بينهم 13 طفلاً إضافة لعدد كبير من المصابين، تم نقلهم إلى مستشفى المعمداني فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر.
وكان المنزل المستهدف مكوناً من ثلاثة طوابق ويمتلئ بالنازحين الفارين من مخيم جباليا، ويتحدث جيران المنزل عن 70 شخصاً كانوا موجودين بداخله.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة إن الجيش الإسرائيلي يمنع طواقمهم من إسعاف الضحايا.
وأضاف في تصريح له ” الاحتلال يستخدم أسلوباً جديداً بالشمال بإطلاق قنابل شديدة الانفجار، ونعمل في ظروف صعبة للغاية والاحتلال يستهدف فرقنا”.
كما أعلن الدفاع المدني عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة أخرى طالت منزلاً في حي الصبرة بمدينة غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن حوالي 70 في المئة من الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم نساء وأطفال، مُديناً ما وصفه بـ”الانتهاك الممنهج” للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.
ويغطي إحصاء الأمم المتحدة، الذي صدر يوم الجمعة، الأشهر السبعة الأولى من الحرب في غزة التي بدأت منذ أكثر من عام.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد القتلى منذ بدء إسرائيل الحرب على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 43.603، و102.929 مصاباً، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا يمكن الوصول إليهم.
ويشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً وبرياً في شمال غزة، وخصوصاً في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلاً إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
إسرائيل ترفض تحذيراً بحدوث مجاعة في غزة
رفضت إسرائيل يوم السبت تحذيراً لمجموعة من الخبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي من حدوث مجاعة في أنحاء من شمال قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على حماس.
وقال الجيش في بيان “للأسف، يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة”.
وحذرت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، يوم الجمعة من “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق” بشمال قطاع غزة. وأضافت في تحذير نادر أن “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته”.
وقالت إسرائيل إنها عززت جهود تقديم المساعدات بما شمل فتح معبر إضافي يوم الجمعة.
وردّاً على سؤال بخصوص تحذير لجنة مراجعة المجاعة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن واشنطن قلقة بسبب الكمية المحدودة من المساعدات التي تصل إلى المدنيين المقيمين في غزة، وإن التقرير يلقي الضوء على خطورة الوضع.
وأضاف المتحدث “أوضحنا لإسرائيل وسنستمر في توضيح أنها يجب أن تفعل المزيد لتسهيل دخول المساعدات وتسليمها داخل غزة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل والأمم المتحدة وشركاء آخرين لإيجاد حلول لتسريع تسليم المساعدات.
وقال إن حماس يجب أن تطلق سراح الرهائن الذين تحتجزهم وألّا تتدخل في أي جهود إنسانية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن 39 ألف شاحنة تحمل أكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية دخلت غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيراً إلى عقد اجتماعات يومياً مع الأمم المتحدة التي لديها 700 شاحنة مساعدات تنتظر التسليم والتوزيع.
واستنكر بعض المنتقدين أسلوب التجويع في شمال غزة، ما دفع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لتحديد موعد نهائي ينتهي خلال أيام لتحسين الوضع الإنساني أو مواجهة قيود محتملة على التعاون العسكري.
2024-11-10 07:24:04