أعلنت المعارضة السورية المسلحة، الأحد 8 من ديسمبر/كانون الأول، سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد دخول المعارضة العاصمة دمشق – فجر الأحد – عقب سلسلة انتصارات متتالية حققتها خلال 12 يوما.
وألقى متحدث باسم “غرفة عمليات فتح دمشق”، بيانا، على شاشة التلفزيون الرسمي.
وجاء في البيان “تم بحمده تعالى تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد، وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام”.
ودعا البيان “الأخوة المجاهدين والمواطنين الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة، عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين بجميع أطيافهم”.
كذلك أصدرت “إدارة العمليات العسكرية” للمعارضة السورية المسلحة، بيانا، جاء فيه: “بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير، وبعد كفاح ونضال طويل ومواجهة كافة أشكال قوى الاحتلال، نعلن اليوم في 8-12-2024 نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
ودعت “إدارة العمليات العسكرية” إلى عدم المساس بالمؤسسات العامة، وعدم التعدي أو المساس بأي من الممتلكات الخاصة، وعدم إطلاق النار في الهواء لعدم ترويع الأهالي، ولما يمثله من خطرٍ على الأرواح.
كما أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” حظر التجوال في العاصمة دمشق من الرابعة عصرا (التوقيت المحلي) حتى الخامسة فجرا (التوقيت المحلي).
وبالتزامن، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس السوري المعزول، بشار الأسد، ترك منصبه وغادر البلاد بعد مفاوضات مع “مشاركين آخرين في الصراع المسلح”.
وأضافت الخارجية الروسية أن الأسد “أعطى تعليمات بانتقال سلمي للسلطة”.
ونقلت القناة الروسية الأولى عن مصادر في الكرملين أن الرئيس السوري المعزول، بشار الأسد، وأفراد عائلته في موسكو.
وأضافت القناة أن موسكو منحت الأسد وعائلته اللجوء لـ “أسباب إنسانية”.
وتمكن مواطنون سوريون من دخول مقر إقامة الرئيس المعزول، بشار الأسد، في حي المالكي في دمشق.
وأظهرت مقاطع مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، رجالا ونساء وأطفالا داخل مبنى مؤلف من عدة طوابق، تناثرت أوراق على سلالمه، بينما كان رسم لصورة الأسد ملقى على الأرض عند مدخل الطابق الأرضي.
وقال قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، إن رئيس حكومة النظام السابق، محمد غازي الجلالي، سيتولى الإشراف المؤقت على المؤسسات العامة، لضمان حفظ الأمن وتسليم سلس للسلطة.
“تاريخ يُكتب – سوريا جديدة”
وقال الائتلاف الوطني السوري، ائتلاف قوى معارضة، إنه “يعمل من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة، بمشاركة جميع القوى الوطنية دون إقصاء، للوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية تعددية”.
كذلك أكد الائتلاف “تطلعه لبناء الشراكات الإستراتيجية مع دول المنطقة والعالم بهدف بناء سوريا من جديد، لكل أبنائها بمختلف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم”.
وتعليقا على سقوط نظام الأسد، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: “بدأ الشعب السوري اعتبارا من صباح اليوم يوما جديدا سيحدد فيه مستقبل بلده”.
وأضاف فيدان أن “تركيا مستعدة لتحمل المسؤولية عن كل ما هو ضروري لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامتها وأمنها”.
وأكد فيدان أن سقوط نظام الأسد سيُمكن “ملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم من العودة إلى أراضيهم”.
وتستضيف تركيا أكثر من ثلاثة ملايين سوري على أراضيها.
كذلك، أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا، قالت فيه إن “الجمهورية الإسلامية لن تدخر أي جهود لدعم الاستقرار والهدوء في سوريا، ومن هذا المنطلق ستواصل مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة، وخاصة الأطراف الإقليميين”.
وأكد بيان الخارجية الإيرانية على ضرورة “احترام وحدة وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية السورية”، مضيفا أن “الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل بلاده، بعيدا عن التدخلات المخّربة أو الإملاءات الأجنبية”.
ولم تخفِ تركيا تأييدها لبعض فصائل وقوى المعارضة، على عكس إيران التي ساندت على مر سنوات الرئيس السوري المعزول، وكانت بجانب روسيا وحزب الله اللبناني أحد العوامل الفاعلة التي حالت دون الإطاحة بحكم بشار الأسد عام 2011.
كذلك، دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إلى ضرورة “احترام إرادة الشعب السوري، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.
ورحبت العديد من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا، فضلا عن المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي بسقوط نظام الأسد.
وأعرب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن دهشته من السرعة والكيفية التي سقط بها نظام الأسد، قائلا إن “سقوطه مدهش”.
ورغم هذا الترحيب، يحذر الكثير من المراقبين من أن الفترة القادمة ستحمل العديد من التحديات، ويجب إدارتها بحكمة من أجل الوصول بسوريا إلى بر الأمان.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انهيار اتفاق “فض الاشتباك” لعام 1974 حول الجولان.
وأضاف نتنياهو أنه أصدر أوامره بـ “الاستيلاء” على المنطقة العازلة، التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن بقية سوريا، عقب تخلي جنود الجيش السوري عن مواقعهم.
وأصبح بشار الأسد رئيسا لسوريا عام 2000 بعد وفاة والده، حافظ الأسد.
وحكم بشار الأسد سوريا لنحو 24 عاما، وعندما انطلقت الثورة السورية عام 2011، واجهها بالقوة، مما تسبب في مقتل نحو نصف مليون مواطن سوري، وتشريد نحو 12 مليون آخرين.
وحكم والد بشار، حافظ الأسد، سوريا لنحو 30 عاما أيضا، استخدام خلالها القبضة الأمنية والعصا الغليظة لضمان استمرار حكمه.
- كيف ستبدو سوريا الجديدة بعد سقوط حكم الأسد؟
- ما ملامح سوريا الجديدة التي يحلم بها السوريون؟
- ما أهم طموحات السوريين ومخاوفهم؟
- وهل تلعب دول الجوار والدول الكبرى دورا إيجابيا أم سلبيا في بناء سوريا الجديدة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
2024-12-08 16:31:42